تناول الكرياتين يحسن أداء الدماغ عند النعاس
ينتج الجسم بشكل طبيعي مادة الكرياتين (يجب عدم الخلط بينها وبين
الكيراتين الموجود في الشعر والأظافر)، ويتم امتصاصه عند تناول الأسماك واللحوم. ويستخدم العديد من الرياضيين مادة الكرياتين لزيادة نمو العضلات. وفي الدراسة بقي المشاركون في الاختبار مستيقظين
طوال الليل وكان عليهم حل مهام صغيرة، مثل تذكر أزواج الكلمات أو حل مسائل رياضية.
وتم إعطاؤهم الكرياتين في إحدى الليالي ودواء وهمي في ليلة أخرى.
وكتب فريق البحث في دورية :”ساينتفيك ريبورتس” أن الكرياتين كان له تأثير إيجابي على استقلاب الدماغ والأداء المعرفي. وقال جوردينياد إن الحرمان من النوم يقلل من كمية مركب الكرياتين
في الدماغ المهم لإمدادات الطاقة، وتم الحيلولة دون حدوث ذلك عند إعطاء جرعة عالية من الكرياتين،
وأضاف: “لم يعد الوقود ينخفض، بل تمت إعادة تعبئته”.ووفقاً لجوردينياد،
فقد رصدت العديد من الدراسات بالفعل تحسناً في الأداء المعرفي بعد تناول الكرياتين على مدى أطول،
على سبيل المثال لدى كبار السن أو النباتيين، وكلاهما يعاني في كثير من الأحيان من نقص الكرياتين.
وذكر جوردينياد أن الجديد هو أنه حتى الأشخاص الأصحاء الذين يعانون من حالة
ضغط – مثل الحرمان من النوم – يمكن أن يستفيدوا من جرعات الكرياتين لفترة وجيزة فيما يتعلق بأدائهم المعرفي. وقال جوردينياد: “بالطبع من الأفضل أن تحصل على قسط كافٍ من النوم”
، مشيراً في المقابل إلى أن الكرياتين قد يكون مفيداً للأشخاص الذين يتم تكليفهم بمهام غير متوقعة،
ثم يضطرون إلى العمل حتى الصباح، مثل رجال الإطفاء.
وفي الوقت نفسه أوضح جوردينياد أن هناك حاجة أولاً إلى إجراء المزيد من الدراسات التي تثبت التأثير
حتى في جرعات صغيرة بحد أقصى 4 إلى 5 غرامات.
ويحذر جوردينياد – لحين إشعار آخر – من تناول جرعات عالية من الكرياتين،
لأن ذلك يمكن أن يضع الكثير من الضغط على الكلى، ويؤدي إلى مخاطر صحية أخرى. وفي الدراسة، تم إعطاء 0.35 غرام من الكرياتين لكل كيلو من وزن الجسم – أي 28 غراماً لشخص يزن 80 كيلوغراماً.
وقال يونج، وهو أيضاً عضو في المجلس الاستشاري لمؤسسة الدماغ الألمانية:
“إذا أظهرت دراسات مستقبلية زيادة في الأداء المعرفي حتى عند تناول جرعات أقل،
فقد يصبح الكرياتين منافساً جاداً للقهوة في ليالي العمل الطويلة”، مضيفاً أن النتائج مثيرة، ولكن لا يزال الوقت مبكراً جداً للتطبيق.